الباحثون عن أمل: مشهد حلبان يعرّي أزمة التوظيف في عُمان

الباحثون عن أمل: مشهد حلبان يعرّي أزمة التوظيف في عُمان

الباحثون عن أمل يتزاحمون أمام القوة الخاصة في حلبان، في مشهد صادم يعكس عمق أزمة التوظيف بين شباب عمان.

الباحثون عن أمل: الكلمة تتجسد في طوابير الانتظار

في واحدة من أكثر المشاهد تعبيرًا عن الوجع الصامت للشباب العماني، تحولت منطقة حلبان خلال الساعات الماضية إلى مسرح مفتوح لأزمة تتجاوز مجرد البحث عن وظيفة. الآلاف من المواطنين، أغلبهم من الشباب، تدافعوا إلى موقع القوة الخاصة أملاً في فرصة قد تغيّر مجرى حياتهم، أو على الأقل تحفظ كرامتهم.

لكن المشهد فاق كل التوقعات، وتحوّل إلى أزمة رأي عام تعكس خللًا في التخطيط، وغيابًا في التنظيم، وتُعيد طرح سؤالٍ ثقيل:

“هل أصبحت الوظيفة حلمًا بعيد المنال في وطنٍ يعِدُ برؤية 2040؟”

كيف بدأ الحدث؟ القصة من بدايتها

بدأت القصة مع إعلان عن فرص تجنيد في “القوة الخاصة”، دون تحديد دقيق للأعداد المطلوبة أو جدول زمني منظّم لاستقبال المتقدمين. النتيجة؟ توافد الآلاف من الشباب من مختلف الولايات، بشكل فوضوي، إلى مقر القوة الخاصة في حلبان، وسط غياب أي تخطيط ميداني لاحتواء الأعداد الهائلة.

أظهرت المقاطع المتداولة طوابير بشرية تمتد لعشرات الأمتار، شبابٌ يحملون أوراقهم وآمالهم، بعضهم انهار من التعب والحرارة، وآخرون عادوا خائبين دون أن تُتاح لهم فرصة حتى لتقديم طلب.

لا تفوت : غياب الحلول الجريئة يفاقم أزمة الباحثين عن عمل

لماذا أثار الحدث كل هذه الضجة؟

لأن القضية ليست فقط في الزحام، بل في ما كشفه الحدث من أزمات بنيوية أعمق:

  1. نسبة بطالة مرتفعة بين الشباب، خصوصًا في الفئات العمرية دون الثلاثين.
  2. انعدام الثقة في آليات التوظيف الإلكتروني، ما يجعل الوظيفة العسكرية خيارًا شعبيًا مضمونًا.
  3. غياب التنسيق الحكومي بين الوزارات، مما أدى إلى مشهد يُعد “كارثيًا” في التنظيم والإدارة.

تفاعل الشارع: الغضب والخذلان

على المنصات الرقمية

سرعان ما تصدّر هاشتاق #القوة_الخاصة و**#حلبان** الترند في عُمان، وتحول إلى منفذ للتنفيس الشعبي عن مشاعر الغضب والخذلان.

كتب أحدهم:

“في كل طابور هناك قلب ينبض بالأمل، لا تجعلوه يختنق بالتهميش.”

وغرد آخر:

“نحن لا نبحث عن وظيفة، بل نبحث عن كرامة.”

من الجانب الرسمي

حتى اللحظة، لم تصدر بيانات رسمية توضح تفاصيل ما حدث أو تُحمّل جهة ما المسؤولية. لكن مصادر شبه رسمية تحدثت عن مراجعة للآلية التي جرى بها الإعلان والاستقبال، دون تحديد إجراءات تصحيحية واضحة.

اقرأ أيضا : المؤهلات  المطلوبة درجة البكالوريوس في التخصص التدريس في قطر

قراءة في الحدث: ماذا يقول هذا المشهد عن عمان اليوم؟

1. الوظيفة كملاذ لا طموح

في ظل غياب حلول اقتصادية حقيقية، أصبح الشاب العماني يرى في الوظيفة، لا سيما في القطاع الأمني، طوق نجاة وليس خيارًا تنمويًا.

2. سقوط الثقة في التنظيم الحكومي

ما حدث أعاد طرح سؤال حساس: هل هناك فعلاً تخطيط وإرادة في إدارة ملف التوظيف؟ وكيف يمكن لمؤسسة أمنية أن تُفاجأ بهذا الكم من المتقدمين دون استعداد؟

3. التكنولوجيا الغائبة عن القرار

في عصر التحول الرقمي، بدا غريبًا أن تكون وسيلة تقديم الطلبات هي الحضور الميداني العشوائي، دون وجود بوابة إلكترونية تضمن العدالة والتنظيم والكفاءة.

ماذا بعد؟ الفرصة في قلب الأزمة

قد تكون هذه الحادثة ناقوس خطر إيجابي يدفع الحكومة لإعادة النظر في السياسات القائمة، ومن أهم ما يجب فعله الآن:

  • تفعيل بوابات توظيف رقمية موحدة بمواعيد دقيقة لكل تخصص وموقع.
  • شفافية في عدد الوظائف المطروحة وآليات الفرز.
  • خطة وطنية واضحة لتشغيل الشباب في القطاعات الواعدة وليس فقط في الوظائف الحكومية.
  • خطاب رسمي مباشر يواجه الأزمة بوضوح وصدق.

هل الأزمة جديدة؟ لا.. لكنها مكشوفة الآن

الباحثون عن أمل لطالما كانوا موجودين، لكنهم اليوم ظهروا للعلن بصوت واضح وصورة لا تقبل الإنكار. وما حدث في حلبان ليس سوى أحد تجليات حالة الانسداد في أفق التشغيل والتوظيف في البلاد.

المؤلم في المشهد أنه لم يكن احتجاجًا سياسيًا، ولا مظاهرة عمالية، بل كان تجمهرًا بحثًا عن بصيص فرصة.

في المشهد الذي رأيناه، لم يكن العمانيون يتجمهرون من أجل ترف، بل من أجل عمل، من أجل كرامة. وحين يتزاحم آلاف الشباب في الشمس دون تنظيم، فالمشكلة لم تعد في المواطن، بل في من فشل في تنظيم الأمل.

ما يحتاجه شباب عمان ليس وعودًا جديدة، بل إدارة جديدة للأمل.


الأسئلة الشائعة (FAQ)

لماذا تجمهر الشباب أمام القوة الخاصة في حلبان؟
بسبب إعلان غير منظم عن وظائف تجنيد، ما أدى إلى تدافع آلاف المتقدمين دون تنظيم أو مواعيد محددة.

هل وقعت إصابات أو حوادث أثناء التجمهر؟
أفادت مصادر محلية بوقوع حالات إعياء بسبب الحرارة والتزاحم، دون تأكيد رسمي على وجود إصابات خطرة أو وفيات.

هل تفاعلت الحكومة رسميًا مع الحدث؟
حتى الآن لم تُصدر الحكومة بيانًا رسميًا، لكن توجد مؤشرات على تحقيق داخلي ومراجعة للإجراءات.

ما أبرز الانتقادات الموجهة للمؤسسات المنظمة؟
غياب التنسيق، سوء إدارة الحدث، وغياب الشفافية في آلية التقديم والتوظيف.

ما المقترحات المطروحة لحل الأزمة؟
التحول الكامل إلى نظم تقديم رقمية، تعزيز الشفافية، وتفعيل خطة وطنية عاجلة لتشغيل الشباب.


اكتشاف المزيد من خليج عمان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات الصلة

اترك رد

اكتشاف المزيد من خليج عمان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading